فصل: (سورة هود: الآيات 114- 116)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة هود: الآيات 114- 116]

{وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ وَكانُوا مُجْرِمِينَ (116)}
{وَأَقِمِ الصَّلاةَ} الواو عاطفة وأمر ومفعوله وفاعله مستتر والجملة معطوفة {طَرَفَيِ} ظرف زمان منصوب بالياء لأنه مثنى متعلق بأقم {النَّهارِ} مضاف إليه {وَزُلَفًا} معطوف على طرفي {مِنَ اللَّيْلِ} متعلقان بزلفا {إِنَّ الْحَسَناتِ} إن واسمها المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة تعليلية لا محل لها {يُذْهِبْنَ} مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل والجملة خبر {السَّيِّئاتِ} مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم {ذلِكَ} اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب {ذِكْرى} خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر {لِلذَّاكِرِينَ} متعلقان بذكرى {وَاصْبِرْ} الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر والجملة معطوفة {فَإِنَّ اللَّهَ} إن ولفظ الجلالة اسمها والجملة تعليل لا محل لها {لا يُضِيعُ} لا نافية ومضارع فاعله مستتر {أَجْرَ} مفعول به {الْمُحْسِنِينَ} مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم {فَلَوْلا} الفاء استئنافية ولولا حرف تحضيض {كانَ} ماض ناقص والجملة مستأنفة {مِنَ الْقُرُونِ} متعلقان بمحذوف حال {مِنْ قَبْلِكُمْ} متعلقان بمحذوف حال والكاف مضاف إليه {أُولُوا} اسم كان مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم {بَقِيَّةٍ} مضاف إليه {يَنْهَوْنَ} مضارع وفاعله والجملة خبر كان {عَنِ الْفَسادِ} متعلقان بينهون {فِي الْأَرْضِ} متعلقان بالفساد {إِلَّا} أداة استثناء {قَلِيلًا} مستثنى بإلا {مِمَّنْ} اسم موصول متعلقان بصفة محذوفة لقليلا {أَنْجَيْنا} ماض وفاعله والجملة صلة {مِنْهُمْ} متعلقان بأنجينا {وَاتَّبَعَ} ماض وجملته معطوفة {الَّذِينَ} اسم موصول فاعل {ظَلَمُوا} ماض وفاعله والجملة صلة {ما} موصولية مفعول به {أُتْرِفُوا} ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة صلة {فِيهِ} متعلقان بأترفوا {وَكانُوا مُجْرِمِينَ} كان واسمها وخبرها المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة معطوفة.

.[سورة هود: الآيات 117- 120]

{وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ (117) وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلًا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}
{وَما} الواو استئنافية وما نافية {كانَ رَبُّكَ} كان واسمها الكاف مضاف إليه والجملة مستأنفة {لِيُهْلِكَ} اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن والكاف مفعوله الأول وفاعله مستتر {الْقُرى} مفعول به ثان {بِظُلْمٍ} متعلقان بيهلك، أن وما بعدها متعلقان بخبر كان {وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ} الواو حالية ومبتدأ وخبر والهاء مضاف إليه والجملة حالية {وَلَوْ} الواو استئنافية ولو حرف شرط غير جازم {شاءَ رَبُّكَ} ماض وفاعله والكاف مضاف إليه والجملة لا محل لها {لَجَعَلَ النَّاسَ} اللام واقعة في جواب لو وماض ومفعوله الأول وفاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم {أُمَّةً} مفعول به ثان {واحِدَةً} صفة {وَلا يَزالُونَ} الواو عاطفة ومضارع ناقص والواو اسمها {مُخْتَلِفِينَ} خبر منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة معطوفة {إِلَّا} أداة استثناء {مَنْ} اسم موصول في محل نصب على الاستثناء {رَحِمَ رَبُّكَ} ماض وفاعله والكاف مضاف إليه والجملة صلة {وَلِذلِكَ} الواو استئنافية وذا اسم إشارة في محل جر باللام ومتعلقان بخلقهم {خَلَقَهُمْ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة مستأنفة {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ} الواو استئنافية وماض والتاء للتأنيث وكلمة فاعل والجملة مستأنفة {رَبُّكَ} مضاف إليه والكاف مضاف إليه {لَأَمْلَأَنَّ} اللام واقعة في جواب القسم ومضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر والجملة لا محل لها لأنها جواب القسم {جَهَنَّمَ} مفعول به {مِنَ الْجِنَّةِ} متعلقان بأملأن {وَالنَّاسِ} معطوف على الجنة {أَجْمَعِينَ} توكيد مجرور بالياء {وَكُلًّا} الواو استئنافية وكلا مفعول به مقدم {نَقُصُّ} مضارع فاعله مستتر والجملة استئنافية {عَلَيْكَ} متعلقان بالفعل {مِنْ أَنْباءِ} متعلقان بنقص {الرُّسُلِ} مضاف إليه {ما} موصولية مفعول به {نُثَبِّتُ} مضارع مرفوع وفاعله مستتر {بِهِ} متعلقان بنثبت {فُؤادَكَ} مفعول به والكاف مضاف إليه {وَجاءَكَ} الواو استئنافية وماض ومفعوله والجملة مستأنفة {فِي هذِهِ} ذا اسم إشارة ومتعلقان بجاءك {الْحَقُّ} فاعل مؤخر {وَمَوْعِظَةٌ} معطوف على الحق {وَذِكْرى} معطوف على ما سبق وهو مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر {لِلْمُؤْمِنِينَ} متعلقان بذكرى.

.[سورة هود: الآيات 121- 123]

{وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}
{وَقُلْ} الواو استئنافية وأمر فاعله مستتر والجملة مستأنفة {لِلَّذِينَ} اسم موصول متعلقان بقل {لا يُؤْمِنُونَ} لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة {اعْمَلُوا} أمر وفاعله والجملة مقول القول: {عَلى مَكانَتِكُمْ} متعلقان باعملوا والكاف مضاف إليه {إِنَّا} إن ونا اسمها {عامِلُونَ} خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم {وَلِلَّهِ} الواو استئنافية ومتعلقان بالخبر المقدم {غَيْبُ} مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة {السَّماواتِ} مضاف إليه {وَالْأَرْضِ} معطوف على السموات {وَإِلَيْهِ} الواو عاطفة ومتعلقان بيرجع {يُرْجَعُ الْأَمْرُ} مضارع مبني للمجهول والأمر نائب فاعل {كُلُّهُ} توكيد والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة {فَاعْبُدْهُ} الفاء الفصيحة وأمر ومفعوله والفاعل مستتر والجملة لا محل لها {وَتَوَكَّلْ} أمر فاعله مستتر وهو معطوف على اعبده {عَلَيْهِ} متعلقان بتوكل {وَما} الواو مستأنفة وما نافية تعمل عمل ليس {رَبُّكَ} اسمها والكاف مضاف إليه {بِغافِلٍ} الباء زائدة وغافل خبر ما مجرور لفظا منصوب محلا والجملة مستأنفة {عَمَّا} عن حرف جر وما اسم موصول متعلقان بغافل {تَعْمَلُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الإمام الزيلعي رحمه الله:
سورة هود عليه السلام ذكر فِيهَا أحد عشر حَدِيثا:
610- الحَدِيث الأول:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى: {ليَبْلُوكُمْ أَيّكُم أحسن عملا} فَقَالَ: «أَيّكُم أحسن عقلا وَأَوْرَع عَن محارم الله وأسرع فِي طَاعَة الله».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا عَن دَاوُد بن المحبر حَدثنَا عبد الْوَاحِد بن زيد عَن كُلَيْب بن وَائِل عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه تَلا قَوْله تَعَالَى... إِلَى آخِره سَوَاء وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث الْحَارِث بن أبي أُسَامَة حَدثنَا دَاوُد بن المحبر بِهِ.
ثمَّ وجدته فِي كتاب الْعقل لداود بن المحبر وَهُوَ جُزْء لطيف رَوَاهُ بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُور وَرَأَيْت فِي حَاشِيَة عَلَيْهِ بِخَط بعض الْفُضَلَاء قَالَ عبد الْغَنِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كتاب الْعقل وَضعه أَرْبَعَة وَضعه ميسرَة بن عبد ربه ثمَّ سَرقه دَاوُد ابْن المحبر مِنْهُ فَرَكبهُ بأسانيد غير ميسرَة وَسَرَقَهُ عبد الْعَزِيز بن أبي رَجَاء فَرَكبهُ بأسانيد أخر ثمَّ سَرقه سُلَيْمَان بن عِيسَى السجْزِي وَركبهُ بأسانيد أُخْرَى.
وَأَعَادَهُ المُصَنّف فِي سُورَة تبَارك وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنِي أَحْمد بن الْحسن بن هَارُون الرَّازِيّ حَدثنَا الْحُسَيْن بن هَارُون النَّيْسَابُورِي حَدثنَا مُحَمَّد بن أَشْرَس حَدثنَا سُلَيْمَان بن عِيسَى حَدثنَا سُفْيَان الثَّوْريّ حَدثنَا كُلَيْب بن وَائِل عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... فَذكره وَرَوَاهُ فِي سُورَة الْملك أَيْضا من طَرِيق دَاوُد بن المحبر.
611- الحَدِيث الثَّانِي:
رُوِيَ عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَن أَصْحَاب سفينة نوح كَانُوا ثَمَانِيَة نوح وَأَهله وَبَنوهُ الثَّلَاثَة سَام وَحَام وَيَافث وَنِسَاؤُهُمْ» قلت غَرِيب.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره مَوْقُوفا عَلَى قَتَادَة فَقَالَ حَدثنَا بشر بن معَاذ حَدثنَا يزِيد بن هَارُون حَدثنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَنه لم يتم فِي السَّفِينَة إِلَّا نوح وَامْرَأَته وَبَنوهُ الثَّلَاثَة وَنِسَاؤُهُمْ فَجَمِيعهمْ ثَمَانِيَة انْتَهَى وَأَعَادَهُ فِي العنكبوت.
612- الحَدِيث الثَّالِث:
رُوِيَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام زوج ابْنَتَيْهِ من عتبَة بن أبي لَهب وَأبي الْعَاصِ بن وَائِل قبل الْوَحْي وهما كَافِرَانِ قلت رَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه فِي تَرْجَمَة زَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَنَدِهِ إِلَى ابْن إِسْحَاق وَكَذَلِكَ ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي غَزْوَة بدر الْكُبْرَى قَالَ كَانَ أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع من رجال مَكَّة الْمَعْدُودين مَالا وَأَمَانَة وَكَانَت خَدِيجَة خَالَته فَإِن أمه هَالة بنت خويلد أُخْت خَدِيجَة وَخَالَة زَيْنَب فَسَأَلت خَدِيجَة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن يُزَوجهُ زَيْنَب وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُخَالِفهَا وَذَلِكَ قبل أَن ينزل عَلَيْهِ فَلَمَّا أكْرم الله نبيه بِالنُّبُوَّةِ وَآمَنت بِهِ خَدِيجَة وَبنَاته وَصَدَّقْنَهُ وَدَن بِدِينِهِ وَثَبت أَبُو الْعَاصِ عَلَى شركه وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد زوج عتبَة بن أبي لَهب ابْنَته رقية فَلَمَّا دَعَا رَسُول الله قُريْشًا إِلَى أَمر الله فَقَالَ بَعضهم لبَعض إِنَّكُم قد فَرَغْتُمْ مُحَمَّدًا من همه فَردُّوا عَلَيْهِ بَنَاته فاشغلوه بِهن فَمَشَوْا إِلَى أبي الْعَاصِ بن الرّبيع فَقَالُوا لَهُ فَارق صَاحبَتك وَنحن نُزَوِّجك أَي امْرَأَة شِئْت فَقَالَ لَاها الله وَأَبَى عَلَيْهِم ثمَّ مَشوا إِلَى عتبَة بن أبي لَهب فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك فَقَالَ لَهُم إِن زَوَّجْتُمُونِي بنت سعيد بن الْعَاصِ فَارَقت رقية فَزَوجُوهُ بهَا فَفَارَقَ رقية وَلم يكن عَدو الله دخل بهَا كَرَامَة لَهَا وَهَوَانًا لَهُ وَتَزَوجهَا بعده عُثْمَان بن عَفَّان وَفرق الْإِسْلَام بَين أبي الْعَاصِ بن الرّبيع وَزَيْنَب بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلم تزل عَلَى إسْلَامهَا وَهُوَ عَلَى شركه حَتَّى هَاجر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَة وَهِي مُقِيمَة بِمَكَّة فَلَمَّا سَارَتْ قُرَيْش سَار فيهم أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع فأصيب فِي الْأسَارَى يَوْم بدر مُخْتَصر وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن قَتَادَة أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زوج ابْنَته أم كُلْثُوم فِي الْجَاهِلِيَّة عتيبة بن أبي لَهب وَزوج رقية لِأَخِيهِ عتبَة بن أبي لَهب فَلَمَّا جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ وَنزلت تبت يدا أبي لَهب سَأَلَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عتبَة بن أبي لَهب طَلَاق رقية وَسَأَلت رقية ذَلِك فَطلقهَا وطلق عتيبة أم كُلْثُوم فَتزَوج عُثْمَان بن عَفَّان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه رقية فَتُوُفِّيَتْ عِنْده وَلم تَلد لَهُ وَتزَوج أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع زَيْنَب فَولدت لَهُ أُمَامَة مُخْتَصر وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن الطَّبَرَانِيّ بِسَنَدِهِ إِلَى الْوَاقِدِيّ قَالَ كَانَت رقية بنت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل عُثْمَان عِنْد عتبَة بن أبي لَهب وَأم كُلْثُوم عِنْد عتيبة ابْن أبي لَهب زَوجهمَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إيَّاهُمَا فِي الْجَاهِلِيَّة.
613- الحَدِيث الرَّابِع:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رحم الله أخي لوطا كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد».
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث أبي سَلمَة وَسَعِيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحن أَحَق من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ رب أَرِنِي كَيفَ تحْيَى الْمَوْتَى قَالَ أولم تؤمن قَالَ بلَى وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي وَيرْحَم الله لوطا كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد وَلَو لَبِثت فِي السجْن مَا لبث يُوسُف لَأَجَبْت الدَّاعِي» انْتَهَى.
614- الحَدِيث الْخَامِس:
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه سَأَلَ جِبْرِيل عَن قَوْله تَعَالَى: {وَمَا هِيَ من الظَّالِمين بِبَعِيد} فَقَالَ يَعْنِي ظالمي أمتك فَقَالَ: «مَا من ظَالِم مِنْهُم إِلَّا وَهُوَ يعرض حجر يسْقط عَلَيْهِ من سَاعَة إِلَى سَاعَة».
قلت غَرِيب وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن أنس من غير سَنَد.
615- قَوْله عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ ليَأْتِيَن عَلَى جَهَنَّم يَوْم يصفق فِيهِ أَبْوَابهَا لَيْسَ فِيهَا أحد قَالَ المُصَنّف بَلغنِي عَن بعض الضلال أَنه اغْترَّ بِهَذَا الحَدِيث قَالَ فَاعْتقد أَن الْكفَّار لَا يخلدُونَ فِي النَّار وَهَذَا إِن صَحَّ عَن ابْن الْعَاصِ فَمَعْنَاه أَنهم يخرجُون من حر النَّار إِلَى برد الزَّمْهَرِير.
قلت رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدثنَا مُحَمَّد بن بشير حَدثنَا أَبُو دَاوُد حَدثنَا شُعْبَة عَن أبي بلج عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ يَأْتِي عَلَى النَّار زمَان يخْفق أَبْوَابهَا لَيْسَ فِيهَا أحد يَعْنِي من الْمُوَحِّدين. انْتَهَى وَسكت عَنهُ.
وَقد رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعا رَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن الْعَلَاء بن زيد الثَّقَفِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ليَأْتِيَن عَلَى جَهَنَّم يَوْم تَصْطَفِق أَبْوَابهَا مَا فِيهَا من أمة مُحَمَّد أحد».
انْتَهَى وَأعله بِالْعَلَاءِ بن زيد وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث.
وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث جَعْفَر بن الزُّبَيْر عَن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَأْتِي عَلَى جَهَنَّم يَوْم مَا فِيهَا من بني آدم أحد يخْفق أَبْوَابهَا». يَعْنِي من الْمُوَحِّدين انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع وجعفر بن الزُّبَيْر قَالَ شُعْبَة كَانَ يكذب وَقَالَ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ مَتْرُوك. انْتَهَى كَلَامه.
616- الحَدِيث السَّادِس:
قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شيبتني هود والواقعة وَأَخَوَاتهَا» قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَقَرِيب مِنْهُ مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي تَفْسِيره سُورَة الْوَاقِعَة من حَدِيث شَيبَان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله قد شبت قَالَ: «شيبتني هود والواقعة والمرسلات وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت» انْتَهَى وَقَالَ حسن غَرِيب انْتَهَى.
وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثمَّ قَالَ وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَى أبي إِسْحَاق فَقَالَ شَيبَان عَن أبي إِسْحَاق عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس وَقَالَ عَلّي بن صَالح عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي جُحَيْفَة وَقَالَ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن أبي إِسْحَاق عَن مَسْرُوق أَن أَبَا بكر وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَزَاد أَشْيَاء أُخْرَى وَأما الدَّارَقُطْنِيّ فَإِنَّهُ أَطَالَ فِي ذَلِك تَطْوِيلًا كثيرا وَحَدِيث الْكتاب رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة الْوَاقِعَة فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد حَدثنَا مُحَمَّد بن غَالب بن حَرْب حَدثنَا مُحَمَّد بن جَعْفَر الْوَركَانِي حَدثنَا حَمَّاد بن يَحْيَى الأبحر حَدثنَا ابْن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن عمرَان ابْن حُصَيْن قَالَ قيل يَا رَسُول الله أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ: «شيبتني هود والواقعة وَأَخَوَاتهَا» انْتَهَى.
617- الحَدِيث السَّابِع:
رُوِيَ أَن أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لَهُ يَا رَسُول الله لقد أسْرع فِيك الشيب فَقَالَ: «شيبتني هود» قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل حَدثنَا سُفْيَان بن وَكِيع حَدثنَا مُحَمَّد بن بشر عَن عَلّي بن صَالح عَن أبي جُحَيْفَة قَالَ قيل لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لقد أسْرع فِيك الشيب...» إِلَى آخِره وسُفْيَان بن وَكِيع قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يتهم بِالْكَذِبِ وَقَالَ البُخَارِيّ كَانَ يَتَلَقَّن رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي إِسْحَاق السبيعِي من حَدِيث مُحَمَّد ابْن عبد الله بن نمير ثَنَا مُحَمَّد بن بشير بِهِ سندا ومتنا وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي أول كِتَابه الْعِلَل من حَدِيث أبي بكر بن عَيَّاش عَن أبي إِسْحَاق عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ أَبُو بكر يَا رَسُول الله لقد أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ: «شيبتني هود وَأُخُوَّتهَا».
انْتَهَى وَتكلم عَلَى هَذَا الحَدِيث وَاخْتِلَاف طرقه وَأَلْفَاظه كلَاما طَويلا نَحْو الْأَرْبَع وَرَقَات.
وَرَوَاهُ ابْن عدي فِي الْكَامِل عَن حَمَّاد بن يَحْيَى الأبحر عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس بن مَالك أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ أَصْحَابه لقد أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ: «شيبتني هود وَأَخَوَاتهَا».
انْتَهَى قَالَ وَحَمَّاد بن يَحْيَى فِي حَدِيثه مَا لَا يُتَابع وَهُوَ مِمَّن يكْتب حَدِيثه انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات من حَدِيث أبي صَخْر عَن يزِيد الرقاشِي عَن أنس... فَذكره وَزَاد قَالُوا يَا رَسُول الله فَمَا أخواتها قَالَ: «الْوَاقِعَة وَالْقَارِعَة وَسَأَلَ سَائل وَإِذا الشَّمْس كورت». انْتَهَى.
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ عمر بن الْخطاب يَا رَسُول الله لقد أسْرع إِلَيْك الشيب فَقَالَ: «شيبتني هود وَأَخَوَاتهَا الْوَاقِعَة وَعم يتساءلون وَإِذا الشَّمْس كورت» انْتَهَى.